لماذا لم تنجح التعددية الحزبية في اليمن:

اسمحوا لي ابتداء أن أتحدث بموضوعية وتجرد عن أي فكر أحمله أو اقتنع به، ويكون الحديث حول الأسباب باختصار من الزاوية التي أراها أنا.. فكما هو معلوم لدى الجميع أن التعددية الحزبية في اليمن بدأت بشكل ظاهر عام 1990م ، وأصبحت ركناً من أركان النظام السياسي اليمني حيث تنص المادة (5) من الدستور على (أن النظام السياسي للجمهورية اليمنية يقوم على التعددية السياسية و الحزبية و ذلك بهدف تداول السلطة سلمياً)، كما تنص المادة (58) منه (للمواطنين في عموم الجمهورية – بما لا يتعارض مع نصوص الدستور- الحق في تنظيم أنفسهم سياسياً، ومهنياً، ونقابياً.. والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية والاجتماعية والاتحادات الوطنية بما يخدم أهداف الدستور، وتضمن الدولة هذا الحق، كما تتخذ جميع الوسائل الضرورية التي تمكن المواطنين من ممارسته، وتضمن الدولة أيضا كافة الحريات للمؤسسات وللمنظمات السياسية والنقابية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
فالحق في تكوين الأحزاب والتجمعات السياسية أصبح دستوريا محميا من قبل الدولة، بعد أن كانت الأحزاب قبل هذا التاريخ.. تقوم على العقيدة سواء إسلامية.. أو قومية أو اشتراكية.. وبما أن التكوني مكفول دستوريا.. فلما لم تنجح التعددية الحزبية في اليمن، وظل المؤتمر في القيادة.. والإصلاح يتخبط ذات اليمين وذات الشمال.. ما بين شريك في السلطة تارة.. ومعارض تارة.. وداعم لمرشح المؤتمر رغم إعلانه المعارضة..
فعلي أجمل القول في الأسباب التالية:
1- الوعي السياسي منخفض للغاية، ولعل السبب في ذلك هو انتشار الأمية.. والتي حرص وما زال من يتولى زمام الحكم في اليمن على زيادتها لا على القضاء عليها.
2- عدم معرفة المواطن لحقوقه السياسية وواجباته، وبالتالي التغييب التام لهذه الحقوق سواء من قبل السلطة الحاكمة بشكل مباشر أو باستخدام السلطة الدينية المقربة من خلال بث فكرة أن المطالبة بالحقوق نوع من الخروج على ولي الأمر الذي حرمه الإسلام بزعمهم.
3- تحريم الحزبية ومنعها، سواء ما كان من موروث الحكم الاشتراكي في اليمن الجنوبي والذي يمنع الأحزاب ويعدها نوعا من الخيانة العظمى للدولة، أو من قبل ذوي التوجه السلفي المانع للحزبية، وعدها تفرقة للمجتمع.
4- حرص الجهات الحاكمة في اليمن على تجويع الشعب وإفقاره وجعل آخر طموح فئات كثيرة من الشعب لقمة العيش.
5- تقديم الولاء المناطقي والقبلي والمصالح الذاتية لأفراد المجتمع أو لمكونات الحزب الواحد على المصالح العامة، حتى رأينا شيخ قبيلة لا يكاد يحسن معرفة الفرق بين صندوق الانتخابات وصندوق البرتقال، يفوز بمقعد ويخسر المهندس والطبيب والدكتور.

Author: ibn alislam

اترك تعليقاً